مشاركة ثمار الابتكارات التقنية في مجال الصحة

حوار مع وليستا Wellesta حول شراكتها مع شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية

تعمل شركة وليستا Wellesta  في مجال تسويق منتجات الرعاية الصحية وتوزيعها. وتتخذ الشركة من سنغافورة مقراً لها ويمتد نطاق عملها في جميع أنحاء الهند وجنوب شرق آسيا، وهي شريك في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تعمل “وليستا” مع عدد من الشركاء في القطاع لغرض توريد منتجات وخدمات وحلول رعاية صحية جديدة، والترويج لها في هذه المناطق، مما يساعد على تعزيز الحصول على خدمات رعاية صحية عالية الجودة.

في شهر أبريل 2022، وقعت “وليستا” اتفاقية شراكة مع شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية لغرض توزيع جهاز التصوير الطبي المحمول “باترفلاي آي كيو+” في الهند.

ومن المنتظر أن يشمل هذا التعاون دعم وليستا لشركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية فيما يتعلق بطرح الجهاز داخل الأسواق الهندية والاستفادة من إمكاناته في إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية خارج نطاق المستشفيات وفي المجتمعات الأكثر احتياجا إليه.

أجرينا حوارا مع ميلان باليجا، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة وليستا حول هذه الشراكة وما تنطوي عليه من ايجابيات بالنسبة للمرضى في السوق المستهدفة.

سؤال: ميلان، وليستا شركة حديثة العهد نسبياً. هل يمكن أن تخبرنا عن خلفيتها وكيف تبادرت إلى ذهنك فكرة تأسيسها؟

ميلان باليجا: وصلت من خلال التدريب إلى درجة الاحترافية في عالم المال، وعملت أيضا في قطاع الرعاية الصحية لأكثر من 36 عامًا، قضيت معظمها في نوفارتيس والتي  بدأت مشواري المهني فيها كمتدرب. ومع تقدمي في مسيرتي المهنية، توليت العديد من المناصب العليا في كل من الهند وسنغافورة وجنوب إفريقيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ ، وكان عملي في مجالات الأعمال الصيدلانية وصحة المستهلك. وكنت دائماً ما اتقلد المناصب في إطار الشؤون المالية، فعملت كمدير مالي ومدير تنفيذي ورئيس. وقضيت وقتاً طويلاً في السفر إلى بلدان مختلفة في آسيا والمحيط الهادئ ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أجل العمل. ولاحظت أن شركات الأدوية العالمية الكبرى في حالة من عدم التواصل مع عملائها النهائيين أو المستهلكين.

فقد رأيت فرصة لسد هذه الفجوة، ومساعدة شركات الرعاية الصحية متعددة الجنسيات على تلبية احتياجات المرضى، وفهم السياقات المحلية، وتوصيل منتجاتهم إلى الأسواق بشكل أفضل.

وبحلول عام 2019، كنت أدير شركة نوفارتيس في الهند – وعندما بلغت الخامسة والخمسين عاما تقريبا آنذاك، أتيحت لي الفرصة للتقاعد المبكر. فاعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب بالنسبة لي لتحقيق حلمي في تلبية احتياجات الرعاية الصحية للجمهور حيثما يمثل الحصول على منتجات عالية الجودة بأسعار مناسبة هدفا أساسياً. وقد استعنت بمدخراتي وصندوق التقاعد لبدء “وليستا”، والتي تم تأسيسها بشكل رسمي في يونيو 2019.

وقد ساعدني ما تعلمته في شركة نوفارتيس والشركات الأخرى على مدار سنوات عديدة، وكذا ما تعلمته من العديد من كبار القادة في تأسيس وليستا وإدارتها. وسأكون دائماً ممتناً لشركة نوفارتيس ومعلميني هناك الذين نقلوا لي المعرفة التي ستظل دائماً موضع تقدير.

سؤال: ما هي رؤية وليستا؟ وما هو وضعها في الأسواق؟

ميلان باليجا: إننا نركز وفي “وليستا” على ثلاثة محاور رئيسة: المحور الأول هو دعم شركات الأدوية الكبرى متعددة الجنسيات التي تحتاج إلى طرح منتجاتها في الأسواق التي نغطيها. ويتمثل المحور الثاني في الشركات التي تشمل شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية و جهاز باترفلاي آي كيو+، حيث نقدم خدمات تعهيد العلامة البيضاء من البداية إلى النهاية، بدء من تسجيل المنتج والتوثيق والمبيعات والتسويق. وأخيرا يركز المحور الثالث على المنتجات ذات العلامات التجارية الخاصة التي نبيعها تحت اسم  وليستا.

سؤال: كيف تطورت الشركة منذ تأسيسها  منذ ثلاث سنوات؟

ميلان باليجا: كأي شركة جديدة، كانت الأشهر القليلة الأولى صعبة للغاية. كانت إندونيسيا أول سوق لنا، وكنا بحاجة إلى وضع بنيتنا التحتية، لذلك استخدمنا أموالنا الخاصة لشراء حصة 85٪ في شركة صغيرة في إندونيسيا تدعى
“سيترا فارما. وفي الشهر الرابع، حصلنا على أول عميل لنا، وقد تبعه المزيد لاحقاً. ثم توجهنا بأنظارنا نحو الهند، واشترينا شركة الأدوية “بارازيسوس” وهو ما عزز من هيكلتنا وأضاف إلى نطاق عملنا. كانت ماليزيا محطتنا التالية، وحصلنا على حصة كبيرة هناك. وفي العام 2021، قبلنا بعض الاستثمارات الخارجية من مكتبين عائليين في سنغافورة، وهو ما منحنا الثقة بأننا نسير على الطريق الصحيح.

والآن تعمل وليستا في ست دول على مستوى العالم و لديها 600 موظف.

سؤال: ما مدى معرفتك بشركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية قبل الشراكة؟

ميلان باليجا: تعرفت على عبد اللطيف جميل خلال فترة عملي في الشرق الأوسط في نوفارتيس. ولكن عندما ذكر لي أحد الأشخاص في المملكة المتحدة اسم شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية، بدأت أبحث في أهدافهم. وأعجبت بشدة بتركيزهم على العمل على  تحسين مجال الرعاية الصحية في جنوب العالم تحديدا لأنه يتماشى مع ما أومن به ومع أولوياتي.

سؤال: تتعلق الاتفاقية مع شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية بتوزيع جهاز “باترفلاي آي كيو+” في الهند. فما هي التحديات والفرص التي يطرحها سوق الرعاية الصحية الهندي؟

ميلان باليجا: إن سوق الرعاية الصحية في الهند جد كبير – إذ تبلغ قيمته ما يقدر بحوالي 33 مليار دولار أمريكي – وهو ينمو بمعدل 6٪ سنوياً. ولكن معظم هذا السوق يتركز في أكبر عشر أو أثنتى عشرة مدينة حيث توجد أفضل الأجهزة وأفضل المرافق ومعظم المتخصصين المؤهلين تأهيلاً عالياً.

ولكن بمجرد أن تنتقل إلى المناطق الريفية أو المراكز الحضرية الأصغر، تجد الصورة محتلفة تماماً.

أعد صياغة الشكل بأسلوب/ وألوان شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية ، وأضف ” المصدر: بيانات منظمة الصحة العالمية”

وهناك ثلاثة أسباب رئيسة لذلك: فأولاً، البنية التحتية في هذه المناطق ليست جيدة كما هو الحال في المدن الكبرى. وثانياً، الدخول هناك أقل ولا يوجد نظام صحي تابع للدولة يمكن اللجوء إليه. وثالثاً، غالباً ما تكون مهارات المتخصصين في الرعاية الصحية في هذه الأماكن ومعرفتهم منقوصة، وفرص التدريب والتطوير – إن وجدت- قليلة.

سؤال: كيف يمكن أن تسهم “وليستا” في مواجهة مثل هذه التحديات؟

ميلان باليجا: تعتبر شركة “وليستا” في الهند شركة رعاية صحية متكاملة. فلدينا موظفون في المبيعات والتسويق والتوريدات الطبية. كما أن لدينا قسم تدريب مخصص يقوم بتدريب الأطباء على استخدام الأجهزة الجديدة وعلى التفكير والعمل من أجل تحسين جودة الرعاية الصحية التي يتم تقديمها لمرضاهم. ويعني ذلك أنه بالنسبة لجهاز مثل “باترفلاي آي كيو +”، فإننا لا نقوم بمجرد توزيعه، بل نقوم أيضا ببيعه، وتسويقه، وشرح كيفية عمله، كما أننا نقوم بتدريب الأطباء على كيفية استخدامه، ونشرح للمرضى كل ما يخص عمليات الفحص.

ونحن من خلال ذلك نمكن شركائنا من سد تلك الفجوة التي تفصل أهداف أعمالهم عن واقع مجال الرعاية الصحية في الهند.

سؤال: لقد تحدثت عن حجم السوق الهندي. ولكن ما هو حجم التحديات الذي ستواجهونها لتوفير جهاز “باترفلاي آي كيو+” للأشخاص الذين يحتاجون إليه بالفعل؟

ميلان باليجا:هناك قصة قديمة ذات صلة بما نتحدث عنه، وهي توضح موقفنا فيما يخص ذلك:

بينما كان  رجل يمشي على  الشاطئ  رأى الآلاف من قناديل البحر العالقة… فراح يلقي بها  مرة أخرى في البحر. فرآه رجل آخر فسأله، “لا يمكنك أن تأمل في إنقاذ كل قناديل البحر هذه، فلماذا تتعب نفسك؟ “فأجاب الرجل: “أنا لا أحاول إنقاذهم جميعاً، لكن كل قنديل أقوم بإلقائه يمثل فارقاً كبيراً بالنسبة لهذا القنديل.”

هذا هو ما نشعر به تجاه الوضع في الهند. فنحن لا ندعي أن بإمكاننا توصيل هذا الجهاز إلى كل عيادة في كل ركن من أركان البلاد، ولكن بالنسبة لأولئك الذين نصل إليهم، فسوف يحدث ذلك فرقاً كبيراً. وسوف نبذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق هذا الهدف. و”وليستا” لها تواجد فعلي في 72 موقعاً في الهند. وتغطي معظم الصيدليات الكبرى حوالي 100 موقع، لذلك فنحن لسنا بعيدين جداً. ونحن في “وليستا” نهدف إلى   الوصول إلى حوالي 70٪ من السكان المستهدفين في البلاد في غضون عامين.

سؤال: كيف ترى حجم الاحتياج إلى جهاز “باترفلاي آي كيو+”؟

ميلان باليجا: تتمثل إحدى نقاط القوة في جهاز “باترفلاي آي كيو+” في أنه جهاز متعدد الأغراض ومن الممكن استخدامه في جميع أنحاء الهند.

ونحن نرى أن هناك حاجة لهذا الجهاز في كل مكان، فالجهاز موجه لسوق الجمهورالعام. وبالطبع، لابد من الحيطة حتى لا يتم استخدامه بشكل خاطئ. ولذا فإننا سوف نتخذ نهجا حذرا فيما يتعلق باللوائح التنظيمية.

هناك حوالي 7000 “منطقة” في الهند، وتحتاج كل منها إلى لوائح تنظيمية  خاصة بمثل هذه الأجهزة. ومن المنتظر أن نبدأ بـ 170 منطقة، وبمجرد الانتهاء من تنظيم سياقات الجهاز هناك، سوف ننتقل إلى المناطق التالية وهكذا. قد يستغرق الأمر بضعة أشهر، لكننا نعتقد أنه النهج الصحيح الذي يجب اتباعه.

سؤال: إلى أي مدى أنت متفائل بشأن مستقبل الرعاية الصحية في الهند والدور الذي يمكنكم أن تلعبوه هناك؟

ميلان باليجا: أشعر بالتفاؤل من أنه بإمكاننا الحفاظ على سير الأمور في الاتجاه الصحيح. فالسوق ضخم للغاية، ويتنامي كل عام وأعتقد أن هذا النمو سوف يتزايد. فحجم الدخل والقوة الشرائية يتصاعد مع تنامي حجم الطبقة الوسطى، والحكومة تحرص بشدة على تطوير قطاع الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

ومن جانبنا في “وليستا”، فإننا نواصل تطوير فريق العمل لدينا، وقد قمنا مؤخراً بتوظيف بعض المواهب عالية المستوى لمساعدتنا في تحقيق أهدافنا، ليس فقط في الهند، ولكن في أسواقنا الأخرى أيضاً. وأنا أثق أن لدينا الأشخاص المناسبين لتحريك الأمور.

وشراكتنا مع شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية ستمثل إضافة قوية لكل ذلك.

سؤال: أرى أن تركيزكم ينصب بشكل كبير على الأسواق النامية والأسواق الناشئة. فهل يمثل ذلك محور اهتمامك ؟

ميلان باليجا: نعم. فغالباً ما تتجاهل “شركات الأدوية الكبرى” الأسواق الناشئة، وتميل إلى التركيز على الأسواق الأكثر تطوراً في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية والشرق الأقصى. والعديد من هذه الأسواق لديها برامج تأمين صحي أيضاً.

فشركة مثل “وليستا” قد تكون ذات فائدة محدودة هناك. ولكننا نركز على الأسواق الناشئة، حيث يمكننا حقاً إحداث فارق في جودة الرعاية الصحية التي تقدم للمرضى.

فإذا أرادت شركة رعاية صحية صغيرة أو متوسطة الحجم دخول سوق جنوب شرق آسيا بأربعة أو خمسة منتجات، على سبيل المثال، فإن ذلك سيكون أمر جد صعب بالنسبة لها، ويمكن أن يكون مكلفاً للغاية. وهنا تبرز أهمية منصة “وليستا” وقيمتها الكبيرة. فلدينا الأفراد والمعرفة المحلية والبنية التحتية. ويمكننا القيام بكل شيء بدءاً من تسجيل المنتج إلى الاستيراد والتسويق ودخول المناقصات وتحصيل الإيرادات. ونحن نيسر على الشركات دخول هذه الأسواق الجديدة وتحقيق النجاح.

سؤال: ما هي الخطوة التالية لـ”وليستا”، و ما هي خططك خلال الفترة المقبلة؟

ميلان باليجا: تتمثل خطتنا للسنوات الخمس المقبلة في التعمق أكثر في أسواقنا، وذلك من خلال التركيز على المنتجات المبتكرة في نفس المجالات العلاجية. ويشمل ذلك الأورام، حيث يوجد لدينا بعض الأجهزة الرائعة فيما يتعلق بسرطان المثانة والثدي، والأقراص الخاصة بسرطان البروستاتا والدم والرئة. وسوف نواصل في الوقت نفسه التأسيس لعلامتنا التجارية الخاصة، وكذلك العلامات التجارية لشركائنا.

إننا نخطط أيضًا للتوسع في قدراتنا التصنيعية في كل من ماليزيا وإندونيسيا، كما نستهدف غزو المزيد من الأسواق، مثل تايوان وكوريا الجنوبية وفيتنام وتايلاند.

وفي وقت لاحق، سوف نقوم أيضاً ببحث فكرة الدخول إلى الأسواق الناشئة في شمال ووسط أوروبا، بالإضافة إلى تحقيق تواجد مباشر في شمال إفريقيا. فيمكنني أن أقول أن لدينا خطط ضخمة للسنوات القادمة.

إخلاء المسؤولية:

“باترفلاي آي كيو+” هو جهاز محمول يعمل بالموجبات فوق الصوتية ومسجل ضمن الفئة “ب”، وهو مصمم للتصوير بالموجات فوق الصوتية من قبل ممارسي الرعاية الصحية المدربين فقط. برجاء قراءة وفهم جميع التعليمات والتحذيرات بعناية قبل الاستخدام. يجب أن يكون استخدام الموجات فوق الصوتية متوافقًا مع قانون التشخيص قبل الحمل وقبل الولادة ولا يمكن استخدام التقنية لتحديد نوع الجنين. أي صور للمستشفيات أو العيادات أو المختبرات هي إعادة انتاج لصورة المنشأة، ولا تنطوي على أي موافقة من قبل أي أخصائي رعاية صحية أو مستشفى أو مختبر.