معضلة التوزيع

November 27, 2023 | دبي، الإمارات العربية المتحدة
Delivering on Healthcare Distribution

Delivering on Healthcare Distribution

إيصال منتجات الرعاية الصحية إلى من هم في أمس الحاجة إليها

لا شك أننا محظوظون… فنحن نعيش في عصر الإنجازات الطبية المذهلة، ونشهد من الاكتشافات ما كان – قبل جيل واحد فقط – ينعت بأشباه المعجزات. لقد نجحنا في التوصل إلى علاجات فعالة لفيروس نقص المناعة البشرية. كما استطعنا تسخير تكنولوجيا الخلايا الجذعية والناقلات النانوية لتتبع الخلايا السرطانية في الجسم وتدميرها. ونجحنا في تصنيع أطراف صناعية تقوم بالوظائف الطبيعية لمساعدة من تعرضوا لحادث أو أصيبوا بمرض. باختصار، لقد بات بإمكاننا التحكم في مصائرنا الصحية.

ولكن المؤسف ــ والمخجل كما قد يقول البعض ــ أن هذه الانجازات تقتصر على فئات دون الأخرى، ودول دون الأخرى، ولا يستفيد منها الجميع حول العالم.

فبينما تزدهر بعض الأنظمة الصحية، تحرم مشكلات سلاسل الإمدادات الصحية الكثيرين – لا سيما في جنوب العالم – من الأدوية والأجهزة التي قد تنقذ حياة إنسان.  فماذا عسانا أن نفعل لسد هذه الفجوة المتعلقة بتوزيع منتجات وخدمات  الرعاية الصحية؟

أعراض الداء

أوضح البنك الدولي أن العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تضطر إلى اللجوء إلى الأدوية المستعملة أو التي عفا عليها الزمن لعلاج مرضاها.[1]

ففي ساحل العاج، على سبيل المثال، لم يكتمل علاج أكثر من واحد من كل عشرة مرضى بفيروس نقص المناعة البشرية بسبب نقص الأدوية، مما أدى إلى مضاعفة خطر الوفاة. وفي الوقت نفسه، شهدت كولومبيا نقصاً حاداً في أكثر من 200 دواء مختلف تعالج أمراض متعددة. وفي جمهورية مقدونيا، تبين أن حوالي 30% من الأدوية التي تم التبرع بها إما انتهت صلاحيتها أو أوشكت على الانتهاء.

وفي البلدان التي تفتقر إلى الخدمات الصحية المناسبة، لا يتوافرما بين 50% و80% من المعدات الطبية عند الحاجة إليها. ويشير البنك الدولي إلى حالة في مبومالانجا بجنوب أفريقيا، كاد فيها مريض يعاني من نزيف أن يموت بسبب نفاد العاصبات.

وتلقي دراسات أخرى المزيد من الضوء على الخلل الصحي في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. فخلال عام واحد، خسر المرضى في أوغندا حوالي 26.1 مليون دولار أمريكي بسبب أدوية مضادة للملاريا إما غير فعالة أو مغشوشة. وجاءت الخسارة من طرق عدة شملت التكاليف المباشرة أو خسائر الإنتاجية بسبب المرض أوالوفاة. وبالطبع كان الفقراء هم الأكثر تضرراً، حيث دفعوا 12.1 ضعفاً لتلقي هذه العلاجات غير الفعالة، وارتفع معدل الوفيات بينهم بـ 12.7 ضعفاً مقارنة بالقلة الأكثر ثراء. من ناحية أخرى، جاءت 98% من الوفيات التي تم تسجيلها في المجتمعات الريفية بسبب استخدام أدوية منخفضة الجودة للعلاج من الملاريا[2].

وعلى نحو مماثل، في نيجيريا، طور أكثر من ثلثي المرضى الذين توقف علاجهم من فيروس نقص المناعة البشرية بسبب نقص الإمدادات مقاومة للعلاجات المضادة للفيروسات القهقرية الحيوية ـ وذلك مقارنة بـ 25% فقط من أولئك الذين استمر علاجهم دون انقطاع[3].

وبينما يرى الكثيرون أن وجود مستشفى أو عيادة تقع على مقربة من مكان سكنه أمراً مفروغاً منه، يختلف الأمر تماما بالنسبة للعائلات التي لا تتوافر لديها وسيلة للتنقل. إذ يستغرق الكثيرون حول العالم أكثر من يوم واحد من السير على الأقدام للوصول إلى أحد مرافق الرعاية الصحية[4]. وإذا تمكنوا من الوصول، فهل سيكون هناك من يقدم لهم الرعاية؟

ليس بالضرورة.

فأقاليم شاسعة في جنوب العالم لا يوجد بها سوى طبيب واحد لكل 10000 شخص ــ وذلك لا يمثل سوى جزء صغير من الخبرات المتاحة في العالم المتقدم.[5]

الأطباء لكل 10000 نسمة

ولا يتعلق نقص الإمدادات الصحية العالمية بالظلم أو عدم المساواة وحسب، بل يمثل – في كثير من الحالات – مسألة حياة أو موت.

كما أنه يعد  السبب الرئيس وراء ذلك التفاوت الملحوظ  بين دول العالم فيما يخص متوسط العمر المتوقع. فالدول العشر التي تتمتع بأطول متوسط عمر متوقع لديها اقتصادات مزدهرة، ونذكر منها: هونج كونج، وسويسرا، وسنغافورة، وإيطاليا، حيث يتجاوز متوسط عمر الإنسان في كل منها الـ 80 عاماً. وعلى النقيض، تحتل الاقتصادات النامية والهشة مثل تشاد ونيجيريا وجنوب السودان والصومال قائمة البلدان ذات متوسط العمر الأقصر، فيظل متوسط العمر المتوقع فيها لا يتجاوز الخمسين عام. [6]

ويقع سد فجوة الرعاية الصحية العالمية من خلال ضمان حصول الجميع على الأدوية واللقاحات الأساسية الآمنة والفعالة والجيدة بأسعار معقولة ضمن الأهداف الفرعية لهدف الأمم المتحدة الثالث للتنمية المستدامة: أو ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع، في جميع الأعمار.

فكيف وصلنا إلى هذا الوضع غير المستدام، وماذا يمكننا أن نفعل لتصحيحه؟

معضلة التوزيع … تشخيص المشكلة وعلاجها

يقع عدم الفهم وما يصاحبه من تراجع الاستثمارات في مجال إدارة سلسلة التوريد الخاصة بالرعاية الصحية في الصميم من هذه المشكلة. وتمثل إدارة سلسلة التوريد، في صورتها المثلى، استراتيجية شاملة تتضمن كافة حلقات سلسلة توزيع منتجات وخدمات  الرعاية الصحية والتي تشمل: إدارة المخزون، وتحديد المصادر، والتمويل، ومراقبة الجودة، والتخزين، والتوزيع في نهاية المطاف على العيادات والصيدليات والمستشفيات في جميع أنحاء العالم. أي أنها ترتبط بإيصال الأدوية والمعدات المناسبة إلى الأشخاص المناسبين، في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.

على الرغم من ذلك ، فإن إدارة سلسلة التوريد للرعاية الصحية في المناطق النائية تعاني منذ القدم من عوائق لوجستية تنعكس بالسلب على فاعليتها وكفاءتها[7]:

البنية التحتية: يقل عدد عيادات الرعاية الصحية الحديثة في المناطق الريفية، وهو ما يحول دون توزيع الأدوية الحيوية وتخزينها، وكذا معدات التشخيص واللقاحات. ويتطلب تغيير هذا الوضع استثمارات ضخمة ــ والأموال غالباً ما تكون غير متاحة.

الموقع: ولا يقتصر الأمر على الإمدادات الطبية وحسب، بل يمتد ليشمل الموارد البشرية المدربة التي يجب أن تنتشر في المجتمعات الفقيرة. وفي المناطق الريفية – تلك المناطق النائية التي تقع بعيداً عن المراكز الحضرية وتفتقر إلى خطوط النقل المطورة – يمثل إيصال الإمدادات والكوادر المدربة تحدياً لوجستياً صعباً – خاصة إذا كانت المسافات طويلة وتضاريس المنطقة وعرة ولم يتم تمهيدها.

الافتقار إلى الموارد: في المواقع النائية، لا تفتقر مرافق الرعاية الصحية إلى المعدات والموظفين فحسب، بل تفتقر أيضاً إلى التمويل. ويحول عدم توافر الأموال دون قيام القائمين على التخطيط بوضع استراتيجيات للخروج من مستنقع الرعاية الصحية. والبنية التحتية غير المطورة إذا ما صاحبتها تكنولوجيات غير متقدمة، فإن ذلك من شأنه أن يحبط الجهود التي تبذلها الحكومات والوكالات الصحية والمنظمات غير الحكومية لتحسين الخدمات اللوجستية والتغلب على قيود الموارد الريفية.

سلاسل التبريد” غير الفعالة: يعد خط الإمدادات من الأمور الحيوية بالنسبة لحفظ المنتجات العضوية مثل اللقاحات والبلازما متى كان يتسم بالتحكم الجيد في درجات الحرارة. على الرغم من ذلك، لا تتوافر أجهزة التبريد الكافية والفعالة في المناطق الفقيرة التي لا توجد بها مصادر الكهرباء التي يمكن الاعتماد عليها واللازمة لاستمرار عملية التشغيل.

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: نادراً ما تتوافر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفعالة في المناطق التي تعاني الفقر والعوز. وتعتبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفعالة ضرورية ولا غنى عنها لأية شبكة لوجستية عالية الأداء. فبدون برامج تتبع سلسلة التوريد، أو تحديث الملاحظات الخاصة بالمرضى، يظل توزيع منتجات وخدمات الرعاية الصحية في المناطق النامية عالقاً دوماً في مسار بطيء.

وعلى خلفية كل ذلك، يسهل الآن أن نفهم ما جاء في تقرير اوكسفام[8] والذي أوضح أن أزمة صحية دولية مثل جائحة كوفيد-19 استطاعت أن تودي بحياة أربعة أشخاص في العالم النامي مقابل حالة وفاة واحدة في الدول الغنية.

فهل نحن حقاً عاجزون عن التحرك لمواجهة هذا التفاوت الصارخ؟

التكنولوجيا خير علاج

في ظل سلسلة توريد هشة يتراجع معها مفهوم الرعاية الصحية العادلة، يوجه الاهتمام نحو إيجاد نماذج أكثر كفاءة لتوفير الرعاية الصحية.

فكيف لنا أن نبتكر نظاماً يتسم بالمزيد من العدالة لمواجهة نقص المخزون، وارتفاع الأسعار، وأوقات ذروة الارتفاع الحاد في الطلب مثل أوقات جائحة الأوبئة؟

يتمثل التحدي الأول في تغيير نمط التفكير. فبدلاً من التحرك استجابة للأزمات عند حدوثها، يجب علينا الاستعداد بشكل استباقي للتصدي لمخاطر الأزمات التي سوف نواجهها في المستقبل، ويشمل ذلك تغير المناخ، أو التعرض لجائحة أخرى، أو الصراعات الجيوسياسية، أو الكوارث الطبيعية. والمشكلة هنا لا تكمن فيما إذا كان لدى المرء ما يكفي يومه من الموارد، ولكن ما إذا كان لديه ما يكفي من الموارد لمواجهة مستقبله الضبابي والصمود أمامه.

وهناك العديد من الحلول التي تطرح نفسها في هذا الصدد. فالاستثمار في وحدات التبريد التي تعمل بالطاقة الشمسية – على سبيل المثال – من شأنه أن يسهم في تأمين سلاسل التبريد المهمة والحفاظ على الأدوية لفترة أطول أثناء عمليات النقل والتخزين. وقد تأكدت أهمية تقنية التبريد باستخدام الطاقة الشمسية بشكل قاطع خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث كان يتم إيصال الأدوية إلى مجتمعات السكان الأصليين في المناطق التي تقع خارج الشبكة في جميع أنحاء أفريقيا، وهو الأمر الذي ساهم في الحد من تأثير الفيروس بين الأسر المهمشة[9]. [10]

وإذا تبين أن تحديث نظام النقل في المناطق الريفية وتوسعة نطاقه أمر لا يمكن تحمل تكلفته (أو يصعب تحقيقه لأسباب جغرافية)، فمن الممكن للتقنيات المبتكرة مثل التوصيل باستخدام الطائرات التي تحلق بدون طيار أن تشكل في الوقت الحالي جزءاً من الحل. وبالفعل تحلق طائرات بدون طيار في سماء رواندا منذ ست سنوات، لتوصيل الدم والإمدادات الطبية إلى عشرات المستشفيات الإقليمية الموجودة في المناطق النائية. وتدير شركة زيبلاين، شريك رواندا في مجال الطائرات التي تحلق بدون طيار، عمليات مماثلة في كينيا وغانا ونيجيريا وساحل العاج، وتهدف إلى زيادة عدد المستشفيات التي تخدمها من 3000 إلى 10000 على مستوى العالم بحلول نهاية هذا العام[11].

ويمكن للتدابير منخفضة التكلفة مثل تطبيقات الهاتف المحمول وبرامج التطبيب عن بعد أن تجعل العمليات اللوجستية أكثر سهولة، من خلال إتاحة خدمات الاستشارات والعلاج والمتابعة عن بعد. ولعل الاستثمارات في مجال تكنولوجيا الاتصالات –  ويشمل ذلك على سبيل المثال شبكات الانترنت واسعة النطاق والاتصال عبر شبكات الجيل الخامس – من شأنها أن تدعم بشكل أكبر التوسع في استخدام التكنولوجيا الصحية كي تصبح متاحة للجميع.

وخلال تطوير عمليات توزيع منتجات وخدمات  الرعاية الصحية حول العالم، ثمة ثلاث استراتيجيات أساسية يجب أن تقع في الصميم من أية إجراءات نتخذها:

أولاً، يجب أن يتصدر مفهوم “الرعاية الصحية العادلة” جداول الأعمال في جميع أنحاء العالم.

ويتعين على الحكومات والقطاع الخاص على حد سواء أن يتخلوا عن فكرة “التحرك عند وقوع الحدث” ويتحولوا إلى فكرة “الاستعداد المسبق”. كما يجب أن يتوافر لديهم ما يكفي من إمدادات لٍمواجهة الزيادات المفاجئة في الطلب. من ناحية أخرى، يجب أن تتضافر جهود جميع أصحاب المصلحة في سلسلة التوريدات الطبية لتحقيق الرؤية الجديدة. فيجب على المشترين جعل “استمرارية الامدادات” معياراً أولياً للتقييم أثناء تقديم العطاءات، وكذا يجب على المستثمرين جعل التوزيع المستدام هدفاً رئيساً لمجالس الإدارة.

ثانياً، يجب أن نتحول بنماذج الشراء من سلاسل التوريد ذات المصدر الواحد إلى بدائل أكثر تنوعاً. وهذا يعني أنه يتعين على الشركات المصنعة زيادة حافظتها من موردي المواد الخام لتجنب المشكلات والتقلبات غير المتوقعة. ويعني ذلك أيضاً أنه يجب أن تعقد المستشفيات ومقدمي الخدمات الصحية صفقات مع العديد من الشركات المصنعة حتى تتجنب مشكلات التوريد التي تظهر حال الاعتماد على طرف واحد. ويمكن للشركات الكبرى أن تتعاون في نقل التكنولوجيا على المستوى الدولي، ومشاركة ممارساتها مع الشركات المصنعة المحلية لغرض الاسهام في بناء القدرات وزيادة مخزون الأدوية واللقاحات على المستوى الإقليمي – ويشبه ذلك نهج الشراكة في الاستثمار في مجال الرعاية الصحية الذي تتبناه أنشطة شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية في هذا المجال الحيوي.

ثالثاً، في مثل هذا العالم المترابط الذي نعيش فيه اليوم، يجب علينا أن نحدد أي نقاط ضعف في سلاسل التوريد وسلاسل التوزيع العالمية، وأن نعمل معاً من أجل ضمان استمرارية تقديم الرعاية. فمن المزارعين الذين يزرعون لنا المواد الخام التي تدخل في صناعة الأدوية، إلى صانعي أدوات الاختبارات التشخيصية والتحاليل والذين يتساءلون دوماً عن الإقليم الذي ستضربه جائحة المستقبل، إلى القائمين على أساطيل وسائل النقل والذين يوفرون المركبات التي ستنقل المهارات والإمدادات إلى المناطق النائية – كل هؤلاء يجب عليهم أن ينسقوا الجهود لغرض تحقيق الهدف المشترك المتمثل في تحقيق كفاءة الخدمات اللوجستية.

وما من حكومة تستطيع أن تحقق التغيير بمفردها. وحتى مع التنسيق تظل الحكومات مقيدة بتقلبات الميزانيات والسياسات. ولذا فإن القطاع الخاص يعد جزءً لا يتجزأ من عملية تعزيز المرونة الطبية، وضمان أن العالم يفي حقاً بوعده في القيام بتوزيع منتجات وخدمات الرعاية الصحية بشكل أكثر عدالة وإنصاف.

القطاع الخاص يقدم الوصفة العلاجية للتمتع بمستقبل أكثر صحة

لقد قمنا في عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية، ومن خلال استغلال قوة رأسمالنا الخاص واستقلاليته، بالقيام بعدد من المبادرات التي تحمل في طياتها إمكانية تحسين توزيع منتجات وخدمات  الرعاية الصحية على مستوى العالم، لا سيما في الجنوب العالمي.

ففي عام 2022، قمنا بإبرام اتفاقية شراكة مع ويليستا – وهي شركة تعمل في مجال التسويق والتوزيع للمنتجات الخاصة بالرعاية الصحية وتتخذ من سنغافورة مقراً لها – وذلك بغرض توزيع المنتجات الخاصة بالرعاية الصحية المتقدمة في جميع أنحاء الهند. وقد تم تصميم هذه المنتجات من أجل تلبية الاحتياجات الطبية المختلفة لأكثر من 1.3 مليار نسمة في جميع أنحاء البلاد.

ومع إدراك التفاوت الهائل في حصول المجتمعات على منتجات الرعاية الطبية الحديثة، كيف لنا مواصلة مهمتنا المتمثلة في تسريع وتيرة الحصول على خدمات ومنتجات الرعاية الصحية في جميع أنحاء الجنوب العالمي؟

ومن أجل المساهمة في تحقيق الشمول الصحي في بلدان جنوب العالم، قامت شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية بإنشاء شبكة تجارية دولية جديدة تغطي الهند، والكويت، والمغرب، وعمان، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة.

و من المنتظر أن يتم توزيع المنتجات المعتمدة من قبل شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية في مختلف المستشفيات والعيادات والمؤسسات الطبية بموجب هذه الاتفاقية، كما سيتم تسريع الحصول على خدمات الرعاية الصحية ذات الجودة العالية في هذه المجتمعات. ولعل الطبيعة الدولية لهذا المسعى تجعلنا نضع في اعتبارنا الطابع التجاري والثقافي الخاص بكل بلد. ونحن ما كنا لنستطيع التعاون مع السلطات ذات الصلة فيما يخص الخدمات التي نقدمها دون فهم شركائنا العميق لأسواقهم.

وسوف نواصل على مدار الأشهر المقبلة، دراسة المزيد من الشراكات وعمليات الاستحواذ في الأسواق المهمة الأخرى، ومن المتوقع أن تتوسع الشبكة في جميع أنحاء أفريقيا وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.

وقال أكرم بوشناقي، الرئيس التنفيذي لشركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية: “إن التفاوت في إمكانيات الحصول على خدمات الرعاية الصحية على مستوى العالم يهدد بأن يظل جنوب العالم متخلفاً عن الركب، ومع ذلك فإن هذا يعد خياراً وليس نتاجاً حتمياً للجغرافيا”. “وتتطلب شبكة التوزيع والخدمات اللوجستية المشتركة نفس القدر من التفكير المشترك خلف الكواليس.”

ويضيف أكرم بوشناقي “إن إتقان التوزيع العادل لمنتجات الرعاية الصحية يعني إتقان فن إدارة سلسلة التوريد وكل ما ترتبط به من مصادر إمداد متنوعة، وطرق نقل قوية، واستراتيجيات محلية وإقليمية تدعم بعضها البعض، واستثمارات خاصة وجريئة، بالإضافة إلى تبني التقنيات الحديثة.”

“ليس من الممكن أن نترك جنوب العالم، الذي يبلغ عدد سكانه المليارات، ويمتلك ثروات هائلة من الموارد والمواهب، ليس من الممكن أن نتركه يتراجع ويتضائل بسبب بعض مواطن العجز والسلبيات في مجال الرعاية الصحية التي يمكن أن نتداركها. ففرص المرء لا ينبغي أن يمليها محل ميلاده. فسواء كان “وطنك” نيويورك أو نيجيريا أو سان فرانسيسكو أو الصومال، فإننا جميعاً نستحق فرص متساوية حتى نعيش حياة منتجة”.

وقد نتمكن في غضون عقد من الزمان من التأريخ لجنوب العالم وهو في وضع صحي مختلف جذرياً، حيث يكون علاج فيروس نقص المناعة البشرية ميسراً ومنتشراً، وتنجح وسائل التشخيص الحديثة في مكافحة السرطان، وتصبح المعدات الداعمة الخاصة بالتغلب على الإصابات متاحة ويسهل الحصول عليها.

…  والخيار لنا.


[1] https://blogs.worldbank.org/health/tackling-health-care-supply-chain-challenges-through-innovations-measurement

[2] https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/31816072/

[3] https://aidsrestherapy.biomedcentral.com/articles/10.1186/s12981-017-0184-5#Sec7

[4] https://www.researchgate.net/figure/The-walking-only-map-of-travel-time-to-healthcare-without-access-to-motorized_fig4_344413291

[5] https://www.who.int/data/gho/data/indicators/indicator-details/GHO/medical-doctors-(per-10-000-population)

[6] https://worldpopulationreview.com/country-rankings/life-expectancy-by-country

[7] https://www.thehealthsite.com/diseases-conditions/logistics-challenges-in-rural-healthcare-how-to-bridge-the-gap-981762/

[8] https://www.oxfam.org/en/press-releases/covid-19-death-toll-four-times-higher-lower-income-countries-rich-ones

[9] https://www.clasp.ngo/about/impact-stories/solar-powered-refrigerators-on-the-frontlines-of-off-grid-covid-19-response/

[10] https://internationalmedicalcorps.org/story/new-solar-fridge/

[11] https://impakter.com/how-drones-are-revolutionising-delivery-of-medicine/

مقالات ذات صلة

للاتصالات الإعلامية، والاستفسارات الصحفية، يرجى التواصل معنا على media@alj.ae، أو الاتصال بنا على رقم 0906 448 4 971+ (توقيت الإمارات العربية المتحدة يسبق توقيت غرينتش بمقدار 4 ساعات)

اتصل بنا

عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية

الموقع الإلكتروني: www.aljhealth.com

تابعنا

  • Linkedin
  • Facebook
  • instagram
  • Youtube
 col transparent