هل نحن على موعد مع علاج للسرطان؟

May 2, 2023 | Dubai, UAE
Are we any closer to a cure for cancer?

خلايا سرطان عنق الرحم. صورة مجهرية إلكترونية ملونة (SEM) لاثنين من خلايا سرطان عنق الرحم بعد الخضوع للانقسام من خلية واحدة.

بينما كان العالم يعيش ذروة الجائحة، تناولت وسائل الإعلام العالمية كشفاً إيجابياً غير متوقعاً يؤذن بميلاد لقاحٍ لمرض السرطان. قامت اللقاحات التي حررت العالم أخيراً من الوباء على تقنية الرنا المرسال أو الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA). وهي التقنية التي التي ترشد الخلايا لإنتاج بروتينات لمواجهة فيروس كوفيد، وبإمكانها أيضاً أن ترشد الجسم إلى إنتاج مستضدات السرطان من أجل إعداد جهاز المناعة للتصدي للأورام.

لطالما كان العلماء يتطلعون إلى مثل هذه التقنية ويعتبرونها سلاحاً ثورياً في الحرب ضد السرطان. وقد أدى تدفق التمويل والموارد والمواهب إلى مجال تقنية الرنا المرسال أو الحمض النووي الريبوزي (mRNA) إلى تغيير قواعد اللعبة في مضمار أبحاث السرطان. فالتقنية تعد البشرية بمجموعة جديدة من العلاجات المصممة لغرض تعزيز استجابة الجسم المناعية ضد الطفرات الخلوية غير المرغوب فيها.[1]

وفي الوقت الحالي، تُجرى عشرات التجارب السريرية على مرضى يعانون من أنواع مختلفة من المرض، بما في ذلك سرطان الجلد، وسرطان البنكرياس، وسرطان القولون والمستقيم. ومع ظهور نتائج هذه التجارب في السنوات القادمة، ستتجلى أهمية هذه التقنية الجديدة في مواجهة عدو البشرية الأقدم والأكثر فتكاً.

ولكن حتى  إذا تجاوزت الرنا المرسال أو الحمض النووي الريبوزي المرسال (mRNA) التوقعات، فإنه من غير المرجح أن تكون هذه التقنية فعالة ضد جميع أنواع السرطان أو أنها ستعالج جميع المرضى. فالسرطان لا يزال يمثل تهديداً خطيراً حُفر في جيناتنا وخُط في أقدارنا. والأرقام خير دليل.

خلايا سرطان الرئة تحت المجهر الإلكتروني الماسح.حقوق الصورة © LRI EM Unit

فقد تسبب السرطان في حالة واحدة من بين كل ست وفيات في جميع أنحاء العالم في عام 2020، أي ما يقرب من 10 ملايين حالة وفاة – وهو يمثل السبب الرئيس للوفاة على مستوى العالم. وفي عام 2020، كانت الأسباب الأكثر شيوعاً لوفيات السرطان هي:

 سرطان الرئة (1.8 مليون حالة وفاة)

 سرطان القولون والمستقيم (916.000 حالة وفاة)

 سرطان الكبد (830.000 حالة وفاة)

 سرطان المعدة (769000 حالة وفاة)

 سرطان الثدي (685.000 حالة وفاة)

المصدر

ويعد السرطان قاسياً لاسيما في بعض أشكاله المميتة المذكورة أعلاه والتي تقع أيضا ضمن أكثر أنواع السرطان انتشارًا. والأنواع التي تصدرت القائمة حسب معدل التشخيصات الجديد في عام 2020 كانت كالتالي :

 الثدي (2.26 مليون حالة)

 الرئة (2.21 مليون حالة)

 القولون والمستقيم (1.93 مليون حالة)

 البروستات (1.41 مليون حالة)

 الجلد (غير الميلانيني) (1.20 مليون حالة)

 المعدة (1.09 مليون حالة)

ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بالنسبة لمرضى سرطان المعدة 20٪.[2] ومعدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لمرضى سرطان الرئة 15٪ فقط. والسرطان – كما يعرف الجميع – مرض قاتل. وتنبع مقاومته للعلاج من أنه ليس مرضاً واحداً.

المصدر

العلاجات التقليدية لم تعد تجدي نفعًا

ينطوي مرض السرطان على ما يربو على 100 حالة ذات صلة، على الرغم مع تباينها. يبدأ المرض انتشاره في خلايا الجسم، فتنمو التريليونات من تلك الخلايا المصابة وتموت أثناء حياة الانسان. والسرطان ما هو إلا كلمة تشير إلى تفاقم هذه العملية واكتساب الخلايا أنواعاً مختلفة من الحمض النووي الريبوزي منزوع الأكسجين مما يجعلها تنمو بشكل غير طبيعي.

فقد يستمر الجسم في إنتاج خلايا جديدة دون هدف محدد، أو قد لا تموت الخلايا الشاذة كما هو مطلوب. وفي الحالتين، تجتاح تلك العناصر الخبيثة الخلايا السليمة التي تؤدي وظائفها على نحو طبيعي، مما يؤثر على وظيفة جزء معين من الجسم.

وقد تتخذ السرطانات إما شكل سرطانات الدم (سرطانات الدم أو الغدد الليمفاوية أو الأورام النخاعية المتعددة) أو سرطانات الأورام الصلبة التي تظهر في الأعضاء والأنسجة. وقد تكون تلك السرطانات حميدة ولا تستطيع الانتشار لأبعد من نقطة ظهورها، أو قد تكون خبيثة وعرضة للانتقال (أو الانتشار) حول الجسم.

ويعد التشخيص المبكر ضروري من أجل الحصول على نتائج إيجابية. ففي حالة تشخيص مرض السرطان مبكراً، فإن فرص البقاء على قيد الحياة بالنسبة للمرضى المصابين بأحد الأنواع الثمانية من أكثر أنواع مرض السرطان شيوعاً تزيد ثلاث مرات عن المرضى الذين تُشخص إصابتهم بالسرطان في وقت متأخر. ففي حال تشخيص المرض في المرحلة 1 أو 2، فإن أكثر من 80% من مرضى السرطان يظلون على قيد الحياة بعد مضي عقد من الزمان، لكن هذه النسبة تتراجع إلى  25% بالنسبة للمرضى الذين تُشخص إصابتهم بالسرطان في المرحلة الثالثة أو الرابعة. [3]

وتتباين العلاجات التقليدية فيما بينها من حيث النهج والفاعلية. وما من شك أن العلاج التداخلي الأكثر تأثيراً هو الجراحة، والتي تشمل الاستئصال الكلي لكافة الخلايا التي اختلت وظائفها. ولكن ثمة علاجات أخرى لا تحتاج إلى اختراق جسد الإنسان. فالعلاج الإشعاعي – على سبيل المثال – يقوم على استخدام أشعة سينية ذات طاقة عالية من أجل تدمير خلايا السرطان من منبعها. من ناحية أخرى، يعتمد العلاج الكيميائي على مجموعة من الأدوية السامة المضادة للسرطان لمهاجمة الخلايا من الداخل، بينما يمنع العلاج الهرموني الهرمونات الأساسية من الوصول إلى الخلايا السرطانية مما يتسبب في إضعافها. وخلال هذه المدة، فإن عمليات زراعة الخلايا الجذعية أو نخاع العظم تمكن الجسم من تحمل علاجات بجرعات أكبر عن طريق تقوية الجهاز المناعي.

المصدر

لكن هذه الاستراتيجيات لا تخلو من المشكلات و المخاطر، على الرغم من أنها قد تكون فعالة إلى حد ما في كثير من الأحيان.

فالتدخل الجراحي لا ينجح إلا في حالات الأورام التي تشتمل على كتل صلبة وليس في حالات سرطانات الدم التي تنتشر في كافة أنحاء الجسم. كما أن الجراحة قد لا تكون دوماً من الخيارات المطروحة حتى في حالات أورام الكتل الصلبة إذا كان نمو الخلايا السرطانية يحدث في مكان حساس، مثل العمود الفقري أو المخ، حيث يتزايد خطر تلف الأنسجة المحيطة. حتى وإن كانت العملية ممكنة عملياً، فقد لا يتمكن الجراح دائماً من استئصال كافة الأنسجة المتضررة لأن السرطان قد يتواجد في مستوى ميكروسكوبي خلوي، وأي نسيج سرطاني غير مستأصل قد تتولد منه خلايا شاذة مرة أخرى.

من ناحية أخرى، يؤثر العلاج الإشعاعي على الخلايا السليمة تماماً كما يفعل مع الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات التي تشمل الإجهاد وصعوبة بلع الطعام وضيق التنفس. كما يعتمد العلاج الإشعاعي أيضاً على أماكن الأورام التي يتم تحديدها، على الرغم من أن الكثير من عناقيد الخلايا الشاذة لا يمكن رصدها بالأشعة السينية.

وبشكل عام، قد تتراجع فعالية العلاج الكيميائي بسبب تكيف الجسم (وكذلك السرطان) مع وجوده- ويشير ذلك إلى التحدي الذي نطلق عليه “مقاومة العقار”. فالتغيرات الجزيئية التي قد تحدث على نحو طبيعي داخل جزء ولو صغير من الخلايا قد تكسبها نوعاً من المقاومة ضد العلاج. وبعد ذلك، يمكن لهذه الخلايا السرطانية المقاومة أن تنمو وتشكل أوراماً جديدة مما يؤدي لانتكاس المريض خلال أعوام أو أشهر أو حتى أسابيع من بدء العلاج.

وبعيداً عن كل تلك السلبيات والعيوب، فإننا لم نتطرق – ولو من بعيد – للظلم الكبير الذي يقع في الصميم من رحلة علاج مرض السرطان. ويرتبط هذا الظلم بالتمييز الجغرافي. فطبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، هناك تباين ضخم في تقديم علاج مرض السرطان حول العالم، حيث يقدم العلاج الشامل في أكثر من 90% من الدول ذات الدخول المرتفعة، ولكن تقل تلك النسبة لتصل إلى 15% فقط في الدول ذات الدخول المنخفضة أو المتوسطة.[4]وتلك التباينات تعد حرفياً مسألة حياة أو موت بالنسبة للمرضى.

فعلى الرغم من انخفاض معدلات حدوث مرض السرطان في الدول ذات الدخول المنخفضة أو المتوسطة مقارنة بدول العالم المتقدم، تعد معدلات الوفيات فيها جد مرتفعة.

ومن المتوقع أن يودي مرض السرطان بحياة ثلثي مرضى السرطان في الدول ذات الدخول المنخفضة أو المتوسطة مقارنةً بنسبة تقل عن 50% في الدول المتقدمة.[5]

واالمؤسف أن هذا الوضع المقلق مستمر. فخلال العقد الماضي، وقعت 65% من حالات الوفاة عالمياً بسبب مرض السرطان في الدول ذات الدخول المنخفضة أو المتوسطة. ومن المتوقع أن تصل تلك النسبة إلى 75% في العقد القادم.[6] وهذا لا يرجع إلى زيادة العوامل المحفزة لتلك الزيادة داخل الدول ذات الدخول المنخفضة أو المتوسطة وحسب (سوء التغذية وزيادة استخدام الكحول والتبغ)، ولكن أيضاً إلى ارتفاع معدلات السرطانات المتصلة بحالات العدوى مثل سرطان المعدة وسرطان الخلايا الكبدية وسرطان عنق الرحم.

وعلى الرغم من وقوع قرابة الـ 60% من حالات السرطان الجديدة حول العالم في الدول ذات الدخول المنخفضة والمتوسطة، فإن هذه الدول تحصل على أقل من 5% من التمويل اللازم للعلاج من مرض السرطان.[7] من ناحية أخرى، ترتفع تكاليف دارسة الأورام عادةً من 7% إلى 10% سنوياً مما يضع عبئاً لا يمكن تحمله على كاهل تلك المجتمعات التي لا يُعول كثيراً على قدرتها على تحمل تلك التكاليف.

المصدر

والجدير بالذكر أنه ثمة التزام يقع على عاتق الدول المتقدمة بالبحث عن علاجات جديدة لمرض السرطان وتمويلها وتيسير الحصول عليها بالطرق الدبلوماسية. ولكن مازال يحدونا الأمل بفضل حزمة من الاستراتيجيات الجديدة لعلاج مرض السرطان والتي أظهرت إمكانية تحويل النتائج لصالح المرضى حول العالم.

استراتيجيات جديدة ونتائج أفضل

يعتبر “علم الأورام الدقيق” من أكثر المجالات الواعدة التي تشهد تطوراً.  وكما أنه لا يمكننا أن نرى شخصين متماثلين تماماً، لا يمكننا أن نرصد مثل هذا التماثل بين أي نوعين من السرطان. ويركز علم الأورام الدقيق على بعض الصفات الخاصة بالجزيئات والمعلومات الجينية الخاصة بالأورام لدى الأفراد. فيمكن لهذا التوصيف الخاص بـ”خلية الواحدة” أن يساعد في تمييز خلايا السرطان بدقة غير مسبوقة، وهو ما يسمح للأطباء بتعديل الجينات عن طريق تقنية التعديل الجيني الرائدة كريسبر (CRISPR).

تعني تقنية “كريسبر” التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد. ولعل طريقة عمل هذه التقنية أكثر إثارة للاهتمام من اسمها المختصر. فإذا كنت تتلقى العلاج عن طريق تقنية كريسبر، فإن الأطباء سيأخذون عينة من الخلايا التائية من جسمك (وهي من خلايا الدم البيضاء الموجودة في النظام المناعي) التي تكون جاهزة للتعديل، ثم يستأصلون جينات متعددة من تلك الخلايا باستخدام أداة قطع دقيقة ويدخلون مكانها مستقبلات مصممة للاندماج مع خلايا الأورام الفريدة لديك. ثم تصبح الملايين من تلك الخلايا التائية جاهزة للدخول مرة أخرى إلى جسمك بعد أن يكون قد تم تعديلها في المختبر وأصبحت مزودة بميزة جديدة وهي القدرة على تجميع الخلايا السرطانية وقتلها.

المصدر

يمكن للأطباء من خلال استخدام تقنيات علم الأورام الدقيق هذه أن يحددوا التغيرات الخلوية التي قد تحفز نمو الأورام، فيمكنهم أن يهاجموا هذه البؤر من الأورام مع الحفاظ على الخلايا السليمة المجاورة. وبمرور الوقت، من المنتظر أن تمنح وسائل تسلسل الجيل القادم (NGS) المرضى إمكانية الحصول على نظم علاجية مصممة خصيصاً لهم مع تحقيق نتائج أفضل فيما يتعلق بالبقاء على قيد الحياة وكذا جودة الحياة.

وإذا نظرنا لأبعد من كريسبر وعلم الأورام الدقيق، تبرز تطورات أخرى مثيرة للاهتمام تغير قواعد اللعبة تدريجياً في حربنا ضد السرطان.

وتعتبر المعرفة والسرعة عاملين أساسين عند تصميم أي خطة علاجية لمرض السرطان. فالخزعات التقليدية تعني اختراق الجسد، وتعرضه للعدوى، وتحتاج وقتاً للدراسة والتدقيق. ومن حسن الحظ، أصبحنا نشهد تقدماً سريعاً في مجال الخزعات السائلة، حيث يتم فحص عينات الدم من أجل العثور على دلالات تشير لمرض السرطان. وفي تلك الأثناء، تقدم “الخزعات التوليفية” الناشئة حلولاً واعدة لأن بإمكانها خداع الخلايا السرطانية بحيث تفرز علامات بيولوجية يمكن رصدها بسرعة أكبر أثناء الفحص.

وبالمثل، فإن المجال الرقمي يعد بتأثير ثوري في مضمار علاج السرطان. فمن المنتظر أن تسهم أدوات تحليل المخاطر التي تقوم على الذكاء الاصطناعي في منح الأولوية لعمليات الرصد الوقائية، وهو ما يؤدي إلى معدلات أعلى لرصد السرطان مبكراً أكثر من أي وقت مضى. وهذه خطوة مهمة للأمام لأنه بالاعتماد على نوع السرطان المرصود، من المنتظر أن ترتفع  معدلات البقاء على قيد الحياة بنسبة 13% في حال رصده في المرحلة 1 مقارنة برصده في المرحلة 4[8]. كما أن زيادة سرعة الاتصال بالانترنت عالمياً سوف تسمح بالمعالجة عن بعد للخزعات. 

ويساعد الذكاء الاصطناعي على ربط المرضى بخطط الرعاية التي يحتاجونها من خلال السجلات الصحية الرقمية والتقاط البيانات السحابية والتطبيقات و الجيل الجديد من التكنولوجيات القوية مثل نظام أتوسا (ATUSA) المعتمد من قبل منظمة الغذاء والدواء (FDA) والذي ابتكرته آي سونو هيلث  (iSono Health) (انظر أدناه).

Pancreatic cancer cells grown in culture, SEM / Anne Weston, Francis Crick Institute (CC BY-NC 4.0)

 وبشكل خاص، تبرز آفاق واعدة فيما يتعلق باستخدام العقار التجريبي جواديسيتابين في المختبر. ويعد العقار عاملاً وراثياً لإعادة برمجة خلايا الأورام، حيث يمنع جواديسيتابين وصول المرضى إلى مرحلة المقاومة للعلاج المناعي وذلك عند استخدامه مع العلاجات التقليدية. والجدير بالذكر أن هذا العقار قد منع انتشار السرطان لدى ثلث عدد المرضى أثناء إجراء التجارب.[9]

وهناك استراتيجية أخرى اكتسبت زخماً في الوقت الحالي، وهي تلك التي تتضمن الـ “ميكروبيوم”-ونعني هنا تلك المجموعة من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخل أجسادنا. فمن خلال معالجة الميكروبيوم، يمكن  تعزيز نظم المناعة التي تضعف لدى مرضى السرطان. ولا يقتصر الأمر على ذلك وحسب، فالميكروبيوم يحتوي أيضاً على الببتيدات التي يمكنها أن تحاكي مولدات المضادات على سطح الأورام، وهو ما يسهم في الكشف عن أية أورام كانت غير مرئية للنظام المناعي في السابق، مما يسهل الهجوم عليها. وفي الوقت الحالي، تنتظر  لقاحات السرطان التي تعتمد على الميكروبيوم إجراء التجارب البشرية.

وفي النهاية نؤكد أن الوقاية دوماً خيرٌ من العلاج. ولعل ذلك يفسر قيام المملكة المتحدة بدراسة عينات الحمض النووي الريبوزي منزوع الأكسجين من آلاف الأورام السرطانية من أجل الكشف عن محفزات طفرتها والتي تتمثل فيما يلي: خلل الخلايا الداخلية والمسرطنات الناجمة عن التدخين أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية[10]. ويمكن لتحليل البيانات الوراثية بهذه الطريقة أن يسهم في تراجع عدد حالات الإصابة بالسرطان عالمياً في المستقبل.

ومع ذلك، فإن تحمل تكلفة تلك العلاجات المتطورة للأورام يتطلب حلولاً إبداعية أيضاً.

دور القطاع الخاص في الاسهام في تغطية التكلفة الهائلة للسرطان

تعد مكافحة مرض السرطان عملاً جد مكلف. حيث يمكن أن تصل تكلفة أدوية سرطان المعدة والرئة إلى 12000 دولار أمريكي شهرياً، بينما قد تتجاوز بعض علاجات سرطان الدم 64000 دولار أمريكي. وتعد أجهزة الكشف عن السرطان الأكثر فاعلية والتقنيات المستخدمة في مجال تسلسل الجينوم المكرر أمراً حيوياً من أجل توفير العلاج بأسعار معقولة. ولكن نظراً لأن تكلفة تطوير الأدوية الجديدة تزيد عن مليار دولار أمريكي لكل منتج، فإن الحكومات وحدها لا تستطيع تحمل العبء المالي الهائل للبحث والتطوير[11].

ونحن في القطاع الخاص لدينا الالتزام والفرصة لإحداث تأثير ثوري في مجال رعاية مرضى السرطان في جميع أنحاء العالم. حيث يمكننا مساعدة المرضى على العيش حياة أطول وبصورة أفضل.

ونحن في شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية، نقوم بتوجيه قوة رأس المال الخاص لدينا نحو مجموعة من الشركات الناشئة صاحبة الإنجازات الواعدة في مجال رعاية الأورام.

حيث قمنا بالتعاون مع شركة آي سونو هيلث iSono Health ومقرها سان فرانسيسكو من أجل طرح أول جهاز تصوير محمول ثلاثي الأبعاد للموجات فوق الصوتية للثدي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي وذلك في الجنوب العالمي – وهو الأمر الذي من شأنه أن يساعد ملايين النساء في بلدان العالم النامي على الحصول على علاج فعال للسرطان.

مقابلة مع البروفيسور تشارلز كومبس والدكتورة مريم ضيائي حول تقنيات فحص وعلاج سرطان الثدي

ويتيح نظام أتوسا ATUSA المعتمد من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والذي ابتكرته شركة آي سونو هيلث iSono Health، تصوير الثدي بالكامل عن طريق الموجات فوق الصوتية داخل نقطة الرعاية، دون الحاجة إلى الاستعانة بعاملين مدربين. يتم توصيل الجهاز بكمبيوتر محمول أو جهاز لوحي لالتقاط الصور ثلاثية الأبعاد بشكل لحظي، وبالتكامل مع نماذج التعلم الآلي يوفر الجهاز للأطباء مجموعة شاملة من الأدوات لاتخاذ قرارات أفضل. ومن خلال الاتفاق مع شركة آي سونو هيلث iSono Health ، من المنتظر أن تقوم شركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية بتوزيع هذه الأجهزة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.

كما أن أننا نساهم أيضًا في تمويل شركة إكريكس EQRx والتي تتخذ من ماساتشوستس مقراً لها، وهي شركة أدوية ملتزمة بتطوير وتقديم أدوية مهمة جديدة بأسعار أقل بكثير في جميع أنحاء العالم النامي. وقد أظهرا عقاريها أومولرتينيب Aumolertinib (وهو مثبط لمستقبلات عامل نمو البشرة) وسوجيماليماب Sugemalimab (وهو دواء مضاد للبروتين PD-L1) بيانات ايجابية وواعدة بداية من دراسات المرحلة الثالثة في علاج سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة. وقد تتمكن شركة إكريكس EQRx في النهاية من جعل الحصول على علاج السرطان أكثر سهولة وبأسعار معقولة لملايين الأشخاص في الأسواق الناشئة.

بالإضافة إلى ذلك، نحن نعمل مع شركة التكنولوجيا الحيوية إيفلو بايوساينسز والتي تعكف في الوقت الحالي على تطوير أدوية مضادة للميكروبات أحادية السلالة مصممة للعمل على الأمعاء الدقيقة. ومن بين مجموعة أدوية شركة إيلفو التي تعد حاليا قيد التطوير عقار EDP1908، والمصمم لقمع الأورام لدى مرضى السرطان.

وهناك جهاز “باترفلاي آي كيو بلاس” الذي طوره شريك آخر لشركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية، وهو شركة باترفلاي نتوورك الرائدة في مجال التقنيات الصحية. يعد جهاز التصوير التشخيصي الطبي هذا الوحيد في العالم الذي يشتمل على مسبار واحد، والذي يسمح بإجراء التصوير التشخيصي الطبي في المجتمعات النائية لأول مرة. والجدير بالذكر أن هذا الجهاز قد أثبت قدرته على تشخيص السرطان بنجاح.

ويقول الدكتور أكرم بوشناقي الرئيس التنفيذي لشركة عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية: “مع إطالة عمر الفرد على مستوى العالم، من المنتظر أن يصل عدد من يعانون من مرض السرطان عالمياً خلال العقد القادم 24 مليون حالة، كثير منهم في المجتمعات المحرومة”.

و”هذا يعني أن 24 مليون شخص ستتأرجح حياتهم على كفتي الميزان … و24 مليون أسرة ستواجه المعاناة والصدمة.”

“ومن خلال الاستثمار في الابتكارات الجديدة في مجالي العلوم والتكنولوجيا، يمكننا في القطاع الخاص أن نسهم في الحفاظ على خط إنتاج الأدوية الثورية التي بها ستقلب الطاولة على مرض السرطان”.

“إننا بذلك نحيي أملاً جديداً للمرضى في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن موطنهم أو مستوى دخلهم أو وضعهم الاجتماعي “.


[1] https://www.cancer.gov/news-events/cancer-currents-blog/2022/mrna-vaccines-to-treat-cancer

[2] https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/stomach-cancer/survival

[3] https://www.theguardian.com/society/2015/aug/10/cancer-survival-rates-higher-early-diagnosis

[4] https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/cancer

[5] https://www.weforum.org/agenda/2022/02/cancer-care-future-technology-experts/

[6] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6452918/

[7] https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2059702920323358

[8] https://www.weforum.org/agenda/2022/02/cancer-care-future-technology-experts/

[9] https://www.theguardian.com/science/2022/aug/22/new-cancer-treatment-offers-hope-to-patients-immunotherapy-resistant

[10] https://www.cam.ac.uk/research/news/largest-study-of-whole-genome-sequencing-data-reveals-new-clues-to-causes-of-cancer

[11] https://www.thenationalnews.com/health/2023/01/31/arab-health-overpriced-cancer-drugs-leave-billions-without-hope/

مقالات ذات صلة

للاتصالات الإعلامية، والاستفسارات الصحفية، يرجى التواصل معنا على media@alj.ae، أو الاتصال بنا على رقم 0906 448 4 971+ (توقيت الإمارات العربية المتحدة يسبق توقيت غرينتش بمقدار 4 ساعات)

اتصل بنا

عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية

الموقع الإلكتروني: www.aljhealth.com

تابعنا

  • Linkedin
  • Facebook
  • instagram
  • Youtube
 col transparent